Tuesday, February 19, 2008

Voix-es de paix au Liban


Contributions de jeunes de 25-40 ans à la reconstruction nationale




par PAMELA CHRABIEH BADINE


Chers lecteurs et lectrices, amis-es et collègues,

Le livre présentant ma recherche sur des jeunes au Liban et au Canada acteurs de paix est enfin sorti. Ci-dessous un résumé en français et quelques informations supplémentaires. Un résumé en arabe et en anglais seront bientôt publiés sur ce blog.

Résumé:

Le Liban est frappé par une crise multiforme suite à des décennies de guerre et d’énormes carences au niveau du processus de réconciliation nationale. Toutefois, la société civile et la diaspora libanaises contribuent depuis les années 90 à la construction de mémoires individuelles et collectives de la guerre en vue de la paix et la convivialité. Tel est le cas notamment de jeunes de 25-40 ans - « la génération de la guerre » -, engagés individuellement (artistes, cinéastes, réalisateurs, poètes, journalistes, académiciens, blogueurs) et collectivement (associations civiles, ONGs locales et transnationales, groupes de jeunes, réseaux interculturels et interreligieux), tant au Liban qu’au Canada.


L’ouvrage « Voix-es de paix au Liban » présente les résultats d’une recherche qualitative visant quarante jeunes catalyseurs ou acteurs de paix dont les voix-es résistantes à la guerre sont peu connues ou médiatisées. Il vise les publics libanais et libano-canadien à s’intéresser à des dynamiques se situant au-delà de l’écartèlement entre une idéologie dite rapprochée de « l’Occident » - celle des États-nations démocratiques -, et le mouvement nationaliste Arabe avec ses échecs complexes; des dynamiques se situant également au-delà du spectaculaire de la violence meurtrière et au-delà de l’aide humanitaire réduite à l’assistance d’urgence et immodérément célébrée alors qu’il s’agit d’un minimum obligé.

Ces dynamiques constituent des « lieux » socio-politiques et culturels portant un potentiel de changement qui ne peut être négligé. L’ouvrage « Voix-es de paix au Liban » en démontre la diversité et l’originalité, et présente des exemples pertinents de visions-représentations concernant la guerre et la paix, la mémoire, l’identité, la citoyenneté, le dialogue, la convivialité et la réconciliation, ainsi que des exemples d’actions-initiatives en vue de la reconstruction nationale aux niveaux local (au Liban), diasporique (au Canada) et transnational (entre les deux rives libanaise et canadienne).

Broché: 152 pages

Éditeur : Dar el-Machreq (Beyrouth, Liban)
Collection: 'L'interaction islamo-chrétienne' (Institut d'Études Islamo-Chrétiennes, Université Saint-Joseph de Beyrouth)
Distributeur: Librairie Orientale (Liban)
Édition : 1 (février 2008)
Langue : Français
ISBN: 2-7214-5036-0

Commande en ligne ou par poste (de l'extérieur du Liban):
Librairie Orientale
el-Jisr el-Wati, Sin-el-fil
P.B. 55206, Beyrouth, Liban
Tel: (961) 1-485793
Fax: (961) 1- 485796
Website: http://www.librairieorientale.com.lb/
E-mail:admin@librairieorientale.com.lb
libor@cyberia.net.lb

---------------------------------------------------

Voices-Paths of Peace in Lebanon

Contributions of the 25-40 Age Group to the National Reconstruction

by PAMELA CHRABIEH BADINE


Lebanon has been hit by a multifaceted crisis following decades of war and enormous deficiencies in the process of national reconciliation. However, civil society and the Lebanese diaspora contribute since the nineties to the construction of individual and collective memories of the war for peace and conviviality. This is the case in particular for young people (25-40 years old - the "generation of war" -) engaged individually (artists, filmmakers, directors, poets, journalists, academics, bloggers) and collectively (civic associations, local NGOs and transnational youth groups, intercultural and interfaith networks), both in Lebanon and in Canada.

The book "Voices-Paths of Peace in Lebanon" presents the results of a qualitative research, based on interviews with forty young actors or catalysts of peace, whose voices are resistant to war but not well known or publicized. It seeks the Lebanese public and Lebanese-Canadian interest in the dynamics lying beyond the quartering between an ideology known as "closer to the West" - states-democratic nations - and the nationalist Arabic movement with its failures; dynamics wich are also beyond the dramatic and deadly violence, and beyond humanitarian aid reduced to emergency assistance.


These dynamics are socio-political and cultural "places" carrying a potential for change that can not be overlooked. The book "Voice-Paths of peace in Lebanon" shows the diversity and originality of these "places", and presents examples of visions-representations concerning war and peace, memory, identity, citizenship, dialogue, conviviality and reconciliation, as well as examples of actions initiatives to the national reconstruction at the local level (in Lebanon), the diasporic level (in Canada) and the transnational level (between the two sides - Lebanese and Canadian).

---------------------------------------------------


نتائج دراسة عن الشباب والسلام

كيف نعيد بناء ذاكرة وطنية للحرب ؟

الأحد 02 آذار 2008 - السنة 74 - العدد 23283 An-Nahar (Beyrouth, Liban)


يتخبط لبنان بأزمة متعددة الشكل ويعاني شوائب كبيرة في عملية المصالحة الوطنية. لكن الكثير من الفاعلين في المجتمع المدني والجالية اللبنانية يعملون فردياً وجماعياً على مواجهة هذه الأزمة ومعالجة الشوائب، ومنهم منظمات غير حكومية وهيئات المجتمع المدني ومجموعات حوار وفنانين ومخرجين ومنتجين سينمائيين وشعراء وصحافيين واكاديميين وباحثين ومستخدمي الانترنت. ومنذ أواخر التسعينات، أنضمت مجموعة كبيرة من الشباب بين سن 25 و40 عاما الى هؤلاء الفاعلين. وشكل اربعون شابا فاعلا موضوع دراسة نوعية اجريتها على مدى ثلاثة اعوام بين جامعة مونتريال وجامعة القديس يوسف في بيروت بتمويل من المجلس الكندي للأبحاث في العلوم الاجتماعية (حكومة كندا) بعنوان "أصوات ومسارات السلام في لبنان. مساهمة الشباب بين 25 و40 عاماً". عُرضت النتائج كاملة في كتاب صدر عن "دار المشرق" في شباط 2008 في هذا المقال، أقدم نبذة عن النتائج وأركز على الإشكاليات الخاصة بذكريات الحرب والمصالحة.
تحديد معنى الحربعندما نتحدث عن الحرب في لبنان، نتساءل كيف يمكن ان نعرّفها؟ اعتبر أقل من 5 في المئة من الذين أجريت مقابلات معهم انها حرب أهلية خاصة بين مسلمين ومسيحيين بدأت عام 1975 وانتهت عام 1990. وكانت هناك نسبة مماثلة اعتبرت انها "حرب للآخرين" أو "حرب الآخرين" على الاراضي اللبنانية. لكن غالبية الذين اجريت معهم مقابلات (90 في المئة) اعتبرت ان الحرب "مستمرة" (ليست لها بداية محددة في الزمن ولم تنتهِ بعد) وأنها "ذات أشكال متعددة" فهي تارة تكون حرباً أهلية بين الطوائف وداخل الطائفة الواحدة وبين الطبقات الاجتماعية والاقتصادية وبين العشائر وحتى أنها حرب إعلامية وطوراً تكون حرباً للآخرين وحرب الآخرين على الأراضي اللبنانية.واعتبر هؤلاء ان الحرب نفسية بقدر ما هي بدنية وهو ما يحيلنا الى كتاب عالم النفس اللبناني عدنان حب الله بعنوان "Le virus de la violence" أو فيروس العنف الصادر عام 1996. واعتبر حب الله ان الحرب "غير المرئية" هي نزاع رمزي ونفسي كبير يطاول الشعب برمته. إنها حرب التمثل والرؤى عن محاربين أو فاعلين غير ناشطين يفشلون في تلمس تنوع الاخر وطبيعته المعقدة. وتترافق هذه الحرب مع الحرب البدنية او المرئية (معارك ومفاوضات واتفاقات) التي يقوم بها محاربون ناشطون لا بل تعززها وتعزز بها. ولهذا السبب بالذات اعتبر هؤلاء ان الحرب لم تنتهِ وهي مستمرة. فلبنان يمر بمراحل متعاقبة من المعارك والمحافظة على الوضع الراهن لكن ليس من السلام وهي أشكال الحرب البدنية. أما لجهة الحرب غير المرئية فالحدود والتعثرات البدنية لا تزال موجودة حتى الآن.إذاً، للخروج من هذه الحلقة المفرغة، لا يكفي أن نركز على البعد السياسي والجغرافي بل يجب التركيز على البعد الشخصي والنفسي والإنساني للمسألة. بعبارات اخرى، لا يكفي أن نُسكت المدافع وأن نطلق عملية حفظ سلام تستهدف أساساً المحاربين الناشطين لكن حري بنا إطلاق عملية بناء سلام يستهدف أساساً غير الناشطين في المجتمع ويهدف الى تعزيز الروابط بين مختلف العناصر المتنوعة المكونة للمجتمع اللبناني. ما هي مراحل عملية بناء السلام هذه؟ طبعاً هناك عودة المهجرين واللاجئين والتعليم والتعافي الجسدي وإمكان التعبير عن الآراء والحقوق السياسية... لكن بعد تحليل المقابلات التي أجريتها وجراء اتصالاتي مع الكثير من المنظمات غير الحكومية ومجموعات الشباب، تمكنت من تحديد ثلاث مراحل أساسية:

1 - كسر الصمتذكريات الحرب لدى الشباب الذين قابلتهم تتقاطع. يتفق الجميع على ضرورة عدم نسيان ما مروا به. فتجاهل الماضي سوف يؤدي الى اختلال. كلما كبتنا العذاب الذي نشعر به، كلما اصبحت فرصة مصالحة وطنية حقيقة مستبعدة. وإن عالجنا موضوع الحرب بعمق في كل فئات المجتمع بما في ذلك في المؤسسات الاكاديمية المدرسية والجامعية فسوف نتفادى نقل كره الآخر وعدم فهمه وجهله الى الأجيال المستقبلية.البعض الذي اعتبر ان الحرب قد انتهت عام 1990 يرى ضرورة تعليم تاريخ الحرب لكي لا تتكرر. اما البعض الآخر الذي اعتبر ان الحرب لم تنته فيرى ضرورة تعليم تاريخ الحرب لكي يتمكن اللبنانيون من فك الحلقة المفرغة للحرب.وشدد كثيرون على حقيقة مؤسفة نشهدها تتمثل بفقدان الذاكرة المتنقل والعفو الذاتي لزعماء الحرب الذين عززوا الصمت عن الحرب والاطراف فيها اكانوا قتلى ام ضحايا. وتدبر "اسياد الحرب" الامر لكي ينسى الشعب ما جرى ولكي ينسى جرائمهم. لقد شجعوا على اعتماد "اوميرتا"، قانون الصمت". لكن كيف يمكن طي صفحة الماضي على آلاف القتلى والجرحى والمختفين والمشردين والسجناء والذين تعرضوا للهجرة القصرية والدمار وفظائع الحرب؟ طبعاً لن يحدث ذلك من خلال محو الألم لا بل من خلال الاعتراف به وتحويله الى ذكريات بناءة تسمح لنا بتخطي الالم والتخلص منه. كيف نحول الألم الى ذكريات بناءة؟ اعتبر الذين قابلتهم ان ذلك ممكن من خلال بناء ذاكرة فردية وجماعية للحرب وسردها والمباشرة بنقد ونقد ذاتي (بالتأمل الذاتي) وهو مشروع محكم من الحداد وإعادة البناء والتحول.ويجري بناء الذاكرة اساساً في إطار ما أسماه مايكل هورتزفلد الحميمية او الفضاء الحميمي للثقافة (Cultural Intimacy: Social Poetics in the Nation-State, 2005) اكثر منه في الاماكن العامة التقليدية كما انه يجري في ما اسماه بيار نورا اماكن الذاكرة (Les lieux de mémoire, 1993) وهي لا تقتصر على الأماكن والفترات والكتب والمباني والمعارك المحددة بل هي ايضاً موجودة في الزمن والتيارات الفكرية والسلوكيات والرموز التي طورها الفاعلون المختلفون في المجتمع المدني والجاليات اللبنانية. وعمدت في دراستي الى دراسة مفصلة لشهادات حية ذات علاقة بالموضوع من مجالات متنوعة مثل الفن والمسرح والأدب والسينما والانترنت ومجموعات الحوار خاصة بين الشباب بين سنة 25 و40 عاماً الذين يحاولون الاقتراب من ماض لا ينفك يلاحقهم ويتوعد بأن يتحول الى حاضرهم في أية لحظة. يحاولون ايضاً ان يتخطوا الآثار التي خلفتها الحرب والتي وسمت فترة الطفولة والمراهقة من حياتهم.
2 - بناء ذاكرة وطنية عن الحرباعتبر بعض الذين قابلتهم ان لبنان يفتقد ذاكرة وطنية عن الحرب، فهو يشهد فقط ظهور ذاكرات فردية وجماعية. إذاً من الضروري ان نبني ذاكرة وطنية للحرب لدى اولئك الشباب الذين يعتقدون انها غير موجودة. اما بالنسبة الى الجزء الآخر من الذين قابلتهم، فإن هناك ذاكرة وطنية للحرب لكنها ذاكرة "أسياد الحرب" والميليشيات والأحزاب السياسية الأساسية والقادة السياسيين.للأسف، يرتاد آلاف الشباب اللبنانيين مدرسة سوء الذاكرة هذه ولا ينفك عددهم يزداد يومياً. فهي مدرسة تدفن تعددية المآسي التي عاناها الشعب اللبناني وقائمة هذه المآسي تزداد مع مرور السنوات ويصبح عبؤها أكبر.أخيراً، أكانوا يرون ضرورة بناء الذاكرة الوطنية للحرب ام اعادة بنائها، فقد اتفق الجميع على ضرورة تضمينها أكبر قدر ممكن من الذاكرة الفردية والجماعية وخاصة ذكريات من عايش فترة الحرب. يتعين على هذه الذاكرة ان تكون مبنية على اساس مشاركة متعددة وديناميكية لتنوع الذاكرة الفردية والجماعية بما فيها ذاكرة الشباب.
3 - بلسمة الجروحيتعين على عملية بناء او اعادة بناء الذاكرة الوطنية للحرب ان تترافق مع بلسمة للجروح على المستوى الوطني او بعملية مصالحة مع الذات ومع الآخرين. بعبارة اخرى، لا يمكن الفصل بين عملية المصالحة وعمل الذاكرة كما ان عمل الذاكرة مرتبط بشكل وثيق مع علاقة الفرد والجماعة والوطن مع ذاته. هكذا فمن الضروري ان يتصالح اللبنانيون مع تاريخهم ويشرعوا بحوار وطني. ولا شك أن هناك بعض المبادرات الفردية والجماعية التي ساهمت بهذا بشكل كبير. لكن يجب اعتماد عدد من الاستراتيجيات للبدء بعملية مصالحة وطنية. في هذا السياق، حدد الذين قابلتهم ما يأتي:- إنشاء فضاءات من المعرفة المتبادلة والحوار والمسامحة داخل الجامعات والبلديات والمجموعات الشبابية والمجموعات الرعوية والمجتمعات الدينية والوظائف العامة والمشاريع الخاصة ووسائل اعلام الخ.- إنشاء لجان حوار بين اللجنة المسؤولة عن إعادة كتابة تاريخ لبنان ومختلف فاعلي المجتمع المدني والجاليات اللبنانية في الخارج.- تشييد نصب تذكارية على أساس الشراكة بين الأفراد والجماعات من انتماءات مختلفة.- اطلاق حملة إعلامية وطنية ودولية للسلام.- الاعلان عن يوم وطني لذكرى ضحايا كل الحروب في لبنان.- إنشاء اقسام اكاديمية ومراكز بحث عن الحرب وبناء السلام.- إنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة الوطنية تتلاءم مع سياق لبنان وتاريخه.لا شك في ان هناك الكثير من العقبات تعترض تطبيق مثل هذه الاستراتيجيات. لكن الشباب الذين قابلتهم في إطار بحثي أظهروا ان الوضع الحالي يفتح المجال أمام التغيير والاصلاح ومحاربة مآسي تاريخ لبنان المضطرب.

(•) باميلا شرابيه بدين تحمل شهادة دكتوراه في علوم الدين وهي باحثة ومديرة العلاقات الدولية في كرسي البحث الكندي عن الإسلام والتعددية والعولمة (جامعة مونتريال). هي أيضاً باحثة ومسؤولة عن الحصص الدراسية في معهد الدراسات الاسلامية – المسيحية في جامعة القديس يوسف في بيروت.

باميلا شرابيه بدين(•)